اتضح من أهم الاختبارات التي أجريت على عينات جليدية عديدة أخذت من حفر جليدية موزعة في مناطق مختلفة من العالم إن القبة الجليدية التي تغطي القطب الشمالي تشكلت على مدى 30 مليون سنة الماضية، وإبان هذا التاريخ الطويل فإنها شهدت فترات عدة من الدفء العالمي ارتفعت خلالها درجات حرارة الأرض إلى مستويات أعلى بكثير من المستويات المتوقعة بتأثير ظاهرة الاحتباس الحراري الجديدة. وحسب المصادر فإن نسبة غاز ثاني أكسيد الكربون في إحدى فترات الإحترار هذه ارتفعت – قبل حوالي 20 مليون سنة – في الغلاف الجوي ووصلت إلى 0.1% وكانت درجة حرارة الهواء المتوسطة 5 أو 6 درجات مئوية أعلى مما هي عليه الآن. وعليه فحسب التقديرات فإن ظاهرة الاحتباس الحراري لن تسبب بالنسبة للمحيط المتجمد الشمالي أكثر من تحطيم الجليد المتراكم.
في شهر أكتوبر من عام 1985 عقد علماء الطقس في العالم
مؤتمرا دوليا في (النمسا) خصص لتحليل النتائج المحتملة لاحترار الأرض، وقد توصل
المشاركون في المؤتمر إلى نتيجة مفادها أنه مع الارتفاع الطفيف في درجة الحرارة
سوف يقود ذلك إلى ازدياد ملحوظ في معدل التبخر من سطح المحيط، وكذلك في معدل
الهطولات فوق القارات سواء في الصيف أو في الشتاء، علما بأن الزيادة لن تكون
متماثلة فوق الأمكنة المختلفة.
قد حاول الأكاديمي الروسي ألكسندر يانشين، أن يبرهن أن
أثر المستنبت الزجاجي على كوكبنا لن يكون مأساويا، إلا أنه يمضي إلى أكثر من ذلك
عندما يتحدث عن فوائد يمكن أن تتحقق هنا وهناك نتيجة الدفيئة. في سبيل توضيح ذلك
فإن يانشين يعود إلى المعلومات المتوفرة عن تاريخ المليون سنة الأخيرة، وهي الفترة
التي شهدت تقلبات كبيرة، ويقول إنها الفترات الأبرد من الفترة الحالية، فإن الجليد
القاري غطى كندا بأسرها وأوروبا الشمالية، بما في ذلك الموقعين الحاليين لموسكو
وكييف.
في الفترات المتوسطة بين العصور الجليدية طقس الأرض كان
أدفأ مما هو عليه الآن بكثير مما أدى إلى ذوبان الجليد القاري في أمريكا الشمالية
وأوروبا، كما ذاب جليد سيبيريا وخسر أمتارا عديدة من ارتفاعه، واختفت القطع
الجليدية عن شواطئ روسيا الشمالية وانتشرت عندها الغابات الكثيفة المعروفة اليوم.
كما اندفعت المياه الغزيرة في أنهار جمهوريات آسيا الوسطى وبذلك امتلأ حوض بحر
أرال بالمياه وارتفع منسوب مياهه إلى 72 مترا. كما انسالت مياه الأنهار إلى بحر
قزوين، والأغرب من ذلك أن صحراء كاراكوم الشهيرة في تركمانستان قد تشكلت من
الأحواض الرملية لهذه الأنهار القديمة.
عند هذا الحد يقرر البروفيسور يانشين أنه مما لا شك فيه
أن فترات السخونة العالمية كانت مفيدة بالنسبة للاتحاد السوفيتي والدول
الاسكندنافية ودول وسط أوربا، كما أنه لم تكن ضارة بالنسبة للدول الأخرى. بعبارة
أخرى إن تحليل تاريخ فترات الإحترار الأرضي السابقة يوحي بأنه – على عكس وجهات
النظر السائدة – فإن أثر المستنبت الزجاجي لن يؤدي إلى أية كوارث على كوكب الأرض،
ولكنه سوف يحمل معه شروطا مناخية أنسب إلى دول كثيرة.
من ناحية أخرى فقد قام فريق من العلماء بمعهد جودارد
للدراسات الفضائية بنيويورك بتحليل سجلات الحرارة المسجلة اعتبارا من عام 1880 حتى
عام 1985 وأكدت النتائج التي توصلوا إليها أن سخونة عالمية قدرها 0.5-0.7 درجة مئوية قد وقعت قدرها في القرن
الماضي. ويرى علماء آخرون أن التغيرات في درجات الحرارة الملاحظة خلال القرن
الماضي لا تشكل نمطا ولكنها تقع ضمن التغيرات الطبيعية. وينتقد آخرون افتراضات
واستنتاجات اللجنة الحكومية للتغير المناخي المقدمة إلى مؤتمر ريو دي جانيرو حول
المستويات المتوقعة لانبعاث غاز ثاني أكسيد الكربون وتركزه خلال القرن القادم،
ويرون أن تلك التقديرات غير واقعية ومتناقضة، ولا تنسجم مع طبيعة تطور أسواق
الطاقة وتقنيتها وكفاءتها، ومع دور المرونات السعرية.
فاللجنة الحكومية للتغير المناخي تقدر أن مستوى انبعاث
غاز ثاني أكسيد الكربون عام 1990 البالغ 7.4 مليار طن كربون، وسوف يصل إلى 22.4
مليار طن عام 2100 بمعدل نمو سنوي مقداره 1%، مما يعني انبعاث 1639 مليار طن كربون
خلال فترة ال 100 عاما القادمة، وهذا أعلى من إجمالي احتياطي الوقود الأحفوري الذي
يقدر بنحو 1430 مليار طن كربون.
تقدر اللجنة أن مستوى الغاز في الغلاف الجوي سوف يزداد
من 350 جزء في المليون إلى 827 جزء في المليون مما يعني تركز 1016 مليار طن كربون
من إجمالي ال 1639 مليار طن كربون المنبعث خلال الفترة بنسبة تركيز 62 %، ويرى
منتقدو تلك المنهجية أن نسبة التركيز المستخدمة مرتفعة وهي أعلى من نسبة 47 %
والتي سبق للجنة استخدامها.
إذا ما استبعدنا الشكوك العلمية المشار إليها، فإنه لا
يزال هناك خلاف حول توقيت وحجم وأنماط التغير المناخي المتوقع وتوزيعه عبر المناطق
والآثار الناجمة عن ذلك. وقد أكد التقرير العلمي للجنة الحكومية للتغير المناخي
حالات اللايقين العلمي الناجمة عن عدم اكتمال المعرفة حول وسائط امتصاص غازات
الاحتباس الحراري بالإضافة إلى أثر الغيوم التي يمكن أن تؤثر على حجم التغير
المناخي، وأثر المحيطات التي تؤثر على توقيت وأنماط ذلك التغير، وأثر الجبال
الجليدية التي تؤثر على التوقعات الخاصة بارتفاع منسوب البحار والمحيطات، يضاف إلى
ذلك وجود تفاوت كبير في تقدير المنافع والتكاليف الناجمة عن التغير المناخي
ومقارنتها بالتكاليف المترتبة على التعامل مع ذلك التغير أو التكيف معه.
تتواجد العديد من آبار البترول في البحار والمحيطات مثل
بئر رأس شقير بالبحر الأحمر، حيث يجمع الزيت الخام وينقل باستخدام السفن العملاقة،
وقد يحدث أثناء عمليات النقل تسريب للبترول أو تقع حادثة للسفينة يتسرب على إثرها
زيت البترول إلى المياه، وهو ما يسبب مشاكل بيئية عديدة تؤثر على الحياة الطبيعية
المتواجدة بمناطق التسريب، خاصة وأن بقع الزيت تظل طافية وتنتقل من مكان لآخر. وقد
توصل علماء مصريون في مايو 2003 إلى إنتاج مادة بيولوجية من المخلفات الحيوانية
يمكنها معالجة تلوث المسطحات المائية ببقع الزيت، ويستطيع الجرام الواحد من هذه
المادة والتي أطلق عليها اسم " 2A&E"، نسبة إلى الأحرف الأولي لأسماء هؤلاء
العلماء، أن يلتهم 50 جرام من زيت البترول ويحولها إلى كُريات صغيرة يتم جمعها
بواسطة شِباك خاصة.
تعليقات
إرسال تعليق