خصائص التخلف
تنقسم خصائص
التخلف الى خصائص مادية أو اقتصادية وخصائص غير مادية أو تخلف البنيان الاجتماعي
وسيتم تناولهم وفقا لما يلي:-
أولا: الخصائص المادية
للتخلف:-
تتمثل الخصائص المادية
للتخلف في اختلال العلاقة بين الموارد البشرية والمادية واختلال الهيكل الانتاجي
والبطالة المقنعة واختلال هيكل الصادرات.
1-اختلال
العلاقة بين الموارد البشرية والمادية:-
هذه الخاصية ترجع الى
عاملين أساسيين هما الانفجار السكاني وانخفاض مستوى التراكم الرأسمالي.
·
الانفجار السكاني:-
تواجه الدول
المتخلفة بلا استثاء انفجارا سكانيا وان اختلفت درجته وحدته , ويرجع ذلك الى
العديد من العوامل منها تحسن وسائل وأساليب الصحة العامة مما يترتب عليه انخفاض
شديد في الوفيات مع بقاء معدل المواليد عند مستوى مرتفع.
تتميز الدول
النامية بتركيب سكاني معين يمثل فيه صغار السن أهمية نسبية كبيرة حيث تزيد نسبة
صغار السن في الدول النامية عن 40% بينما هي في الدول الأوروبية تتراوح بين 20-25%
فقط وينتج عن ذلك انخفاض حجم القوة العاملة بالمقارنة بالبلدان المتقدمة.
يؤدي الانفجار
السكاني في الدول النامية الى أن تبدأ هذه المجموعة من البلدان عملية التنمية وهي
محملة بكاهل هذا الانفجار السكاني وتقوم حكومات هذه الدول بتوفير الخدمات العامة
المطلوبة على حساب الاستثمار.
تؤدي زيادة
النمو السكاني الى زيادة الطلب الاستهلاكي لضمان الحد الأدنى من المواد الغذائية
والسلع الضرورية اللامة للسكان ويتم ذلك على حساب الموارد الموجهة للاستثمار.
وبالتالي يمكن
الاستنتاج أن قضية الانفجار السكاني جزء لا يتجزأ من قضية التخلف وبالتالي لا يمكن
حل هذه المشكلة بوصفها منفصلة عن مشكلة التنمية.
·
انخفاض مستوى التراكم
الرأسمالي:-
انخفاض مستوى
التراكم الرأسمالي يعني عدم القدرة على توسع الأنشطة الأخرى غير الزراعية كما يجعل
من الصعب استصلاح أراضي جديدة وبالتالي زيادة المساحة القابلة للزراعة , كما أن
هذا الانخفاض ميزة للمجتمعات التي تتميز بتخلف قوى الانتاج.
انخفاض مستوى
التراكم لا يعني قلة الموارد ولكن قد تكون الموارد متاحة ولكن لا يوجد معرفة فنية
أو علمية لاستغلال هذه الموارد. ويظهر هذا الانخفاض في عدة مظاهر منها انخفاض
مستوى الاستثمار في الزراعة وتخلف مستوى قوى الانتاج بعكس الحال في الدول المتقدمة.
ويرجع انخفاض
مستوى التراكم الى انخفاض مستوى الدخل الفردي حيث مستوى الادخار يكون ضئيلا يكاد
يكون منعدم وبالتالي لا يوجد استثمار وهذه تكون بمثابة حلقة مفرغة لا تستطيع
الدولة الخروج منها.. ولكن هذا غير صحيح حيث أثبتت الدراسات الاحصائية أنه لا توجد
علاقة ارتباط قوية بين مستوى التراكم الرأسمالي وبين متوسط مستوى الدخل الفردي.
2- اختلال
الهيكل الانتاجي:-
الهيكل
الانتاجي يقاس بالتوزيع النسبي للانتاج على الانشطة الاقتصادية أو بالتوزيع النسبي
للقوة العاملة على نفس الأنشطة الاقتصادية ويعني اختلال الهيكل الانتاجي الانحراف
عن نمط الهيكل الانتاجي السائد في الدول المتقدمة.
قد جرى العرف
على تقسيم القطاع الاقتصادي الى ثلاثة قطاعات رئيسية وهي القطاع الأول ويشمل
الزراعة والانشطة الاستخراجية والقطاع الثاني ويشمل الصناعة التحويلية والقطاع
الثالث ويشمل الخدمات والتجارة , والدول المتخلفة يسودها القطاع الأول.
3- البطالة
المقنعة :-
نتيجة وجود
انفجار سكاني في مجتمع متخلف يسوده قطاع واحد فقط هو القطاع الاقتصادي يؤدي ذلك
الى وجود بطالة, وتعرف البطالة المقنعة بأنها وجود أعداد من القوة العاملة تزيد عن
حاجة مستوى الانتاج السائد مما يترتب عليه أن تصبح الانتاجية الحدية لهذه القوة
العاملة الفائضة مساوية للصفر.
4- اختلال هيكل
الصادرات :-
تلعب التجارة
الخارجية دورا فعالا في اقتصاديات الدول المتخلفة مثلها مثل اقتصادات الدول
المتقدمة, ولكن هيكل صادرات الدول المتقدمة يعتمد على التنوع في السلع, أما الدول
المتخلفة فهي تعتمد على سلعة واحد فقط وغالبا ما تكون مادة خام.
وترجع نشأة
هذه الخاصية الى ظروف تاريخية معينة تم فيها ادماج اقتصاديات الدول المتخلفة في
السوق الرأسمالي في القرن التاسع عشر.
ثانيا: تخلف البنيان
الاجتماعي :-
تصورت
الكتابات الاقتصادية أن بمجرد رفع الاستثمار في البلاد المتخلفة سيؤدي ذلك الى
تنمية اقتصادية ونمو الهيكل الانتاجي, ولكن في الواقع لم يحدث ذلك حيث شهدت هذه
الدول طفرة في اقامة المصانع وبناء الجسور والسدود واستصلاح الأراضي ولكن لم تخرج
هذه الدول من حالة التخلف وهذا يدل على أن عملية التنمية ليست سهلة بمجرد توفر
عنصر الاستثمار.
التنمية
الاقتصادية تقوم على الانسان ومن أجل الانسان وبالتالي لا بد من تنمية قدرات
الانسان وزيادة خبراته حتى يستطيع الخروج من حالة التخلف وعلى هذا فان عملية
التنمية تقتضي توافر عامل هام لا غنى عنه هو ارادة التنمية التي ستؤدي الى حدوث
تغيير جوهري في طرق التفكير السائدة وأسلوب العمل السائد وتتكون ارادة التنمية من
ثلاثة عناصر رئيسية هي :
-
الوعي بقضية التخلف
وأبعادها.
-
الوعي بضرورة القضاء
على التخلف.
-
الوعي بالاساليب
والأدوات اللازمة للقضاء على التخلف.
تعليقات
إرسال تعليق