التخطي إلى المحتوى الرئيسي

كيف تغلبت سنغافورة على مشكلة تكدس النفايات

رشدي ابراهيم، roshdy ebrahim,اعادة تدوير,إعادة تدوير النفايات,تدوير النفايات,إعادة تدوير,إعادة التدوير,إعادة تدوير القمامة,إعادة تدوير المخلفات,النفايات,إعادة تدوير المواد,ديكور من إعادة تدوير النفايات,صناعة إعادة تدوير النفايات البلاستيكية,تدوير البلاستيك,اعادة تدوير الشموع,معمل لتدوير النفايات,اعادة تدوير الملابس,اعادة تدوير الكرتون,تدوير النفايات | ألمانيا,تدوير النفايات في السعودية,كيف يتم اعادة تدوير الورق,تدوير,اعادة تدوير علب التونه,اعادة التدوير


كل عام ينتج العالم أكثر من 2 مليار طن من القمامة سنويا، وهذا يكفي لملئ 800 ألف حمام سباحة أولمبي، وحوالي ثلث تلك الكمية يتم حرقها أو القاءها في الأماكن المفتوحة، وبحلول عام 2050 يتوقع أن تزيد كمية المخلفات السنوية الى 3,4 مليار طن. وبينما تتكدس القمامة فان برامج إعادة التدوير ومقالب القمامة غير قادرة على احتواء الأزمة، وبالتالي، ما الحل؟

تتكون عملية إدارة المخلفات من ثلاث عناصر رئيسية، التجميع والمعالجة والتخلص من النفايات، أحد أنواع تلك المخلفات هي المخلفات الصلبة، وتنتج من عدة مصادر، خاصة التجمعات السكنية والتجارية والمنشآت الصناعية، مثل المخلفات الطبية والالكترونية والانشائية.

وبسبب جائحة كورونا زادت المخلفات الطبية بنسبة 40%، وعلى الرغم من تكدسها الا أن نسبة ضئيلة هي التي يتم معالجتها، ومن بين 2 مليار طن من المخلفات سنويا، 12% منهم مخلفات بلاستيكية، لكن تتضاءل هذه النسبة بالمقارنة بمخلفات المواد الغذائية والزراعية ومخلفات الورق والكرتون.

وبينما تتجمع المخلفات، فيوجد ثلاث طرق رئيسية لمعالجتها والتخلص منها: 1. حرقها في محارق أو أفران معدة لذلك. 2. استخدام مقالب القمامة للمعالجة. 3. رميها والقائها في الأماكن المفتوحة دون معالجتها.

بينما تنتهي 33% من المخلفات العالمية بإلقائها في الأماكن المفتوحة، أدركت الحكومات أن تلك المواقع خطر على البيئة، وعامل جذب للحشرات والأمراض وبالتالي التأثير على صحة مواطنيها.

من هنا بدأت الحكومات اللجوء الى طرق أكثر استدامة لمعالجة النفايات أو المخلفات مثل المحارق أو برامج إعادة التدوير.

لا يوجد مكان في العالم أكثر كثافة سكانية من سنغافورة، حيث تقريبا 8000 نسمة لكل كم2، وهذه النسبة أكبر 17 مرة من الهند، و200 مرة من الولايات المتحدة الأمريكية.

في سنغافورة بين عامي 1970 و2016 زادت كمية المخلفات الصلبة التي تم معالجتها والتخلص منها 7 مرات على الرغم من الزيادة السكانية والنمو الاقتصادي، حيث أنتجت سنغافورة حوالي 7 مليون طن من المخلفات والنفايات في عام 2019. وقد تم إعادة تدوير أكثر من نصفهم.

محرقة تواس هي أكبر محرقة موجودة في سنغافورة حتى الآن، حيث يتم تجميع القمامة والمخلفات من جميع مصادرها ويتم احضارها الى محرقة تواس عن طريق 600 شاحنة. حيث يتم القاء القمامة في غرفة تحت الأرض.

يتم التقاط النفايات عن طريق الرافعات ثم القائها في المحرقة، وتكون درجة حرارة الفرن ما بين 850 الى 1000 درجة، وينتج عن الحرق تخفيض حجم المخلفات بنسبة 90%، وهذا يساعد على توفير المساحة لجلب مزيد من النفايات.

كل المعادن الحديدية وغير الحديدية سيتم استعادتها مرة أخرى من الرماد الناتج عن المحرقة، أما بالنسبة للملوثات الناتجة عن عملية الحرق فيتم معالجتها قبل اطلاقها الى الغلاف الجوي.

الماء يتحول الى بخار نتيجة الطاقة الناجمة عن عملية احتراق النفايات، حيث يستخدم ذلك البخار لتدوير التوربينات، وبالتالي انتاج الكهرباء، حيث يتم استهلاك 20% من الكهرباء داخل المنشأة، أما باقي النسبة فيتم إدخالها للشبكة الوطنية للكهرباء.

تساهم محارق القمامة بسنغافورة من 2 الى 3% من كمية الكهرباء المنتجة داخل الشبكة الوطنية.

تم بناء تلك المنشأة عن طريق شركة ميتسوبيشي للصناعات الثقيلة وشركة هاي فلكس لمعالجة المياه، حيث سيتم فيها حرق 3600 طن من النفايات يوميا، مع استعمال الكهرباء المنتجة ذاتيا وتصدير المتبقي الى الشبكة الوطنية.

حيث قامت تلك المنشأة بجمع أكثر من مليون طن من النفايات في عام 2019، وهذا يعادل 3000 طن من المخلفات يوميا.

كما توجد محرقة أخرى عند مضيق سنغافورة الذي يعتبر من أكثر الممرات المائية ازدحاما في العالم، هي محرقة سيماكو البحرية ومحيطها الخارجي عبارة عن جسر من الحجارة بطول 7 كم، والذي سمح بوجود مساحة بحرية بداخل المحيط يمكن ملئها بالنفايات المحروقة أو بالرماد.

هذه المنشأة قيد التشغيل منذ عام 1999، بتكلفة تقدر بحوالي نصف مليار دولار، وبالتالي هذه الجزيرة أكثر من كونها مجرد مقلب قمامة، حيث تقدر مساحة هذه الجزيرة بـ 865 فدان.

تصل الى الجزيرة 2000 طن من المخلفات يوميا عن طريق القوارب، وتمتلك الجزيرة العديد من الآلات الضخمة مثل الجرارات والحفارات الميكانيكية.

حيث يتم استخدام الحفارات في نقل الرماد أو النفايات المحروقة وتحميلها الى الشاحنات، ثم تقوم الشاحنات بإفراغ حمولتها بالمساحة المائية داخل الجزيرة، وحتى يتم منع التسريبات والملوثات بعيدا عن البحر، فان المحيط الخارجي للجزيرة مكون من غشاء غير مسامي به طبقة من الطين.

وإذا زاد مستوى البحيرة داخل الجزيرة نتيجة لهطول الأمطار أو لزيادة الرماد بها، فيتم التخلص من الفائض من المياه في البحر المفتوح بعد معالجتها داخل المنشأة.

يوجد حول الجزيرة شجر المانجروف وهو شجر استوائي، كما يوجد أيضا المرجان، وهذه شهادة على أن المنشأة ليس لها أي تأثير سلبي على البيئة، بل على العكس فان الحياة المائية والطبيعية ازدهرت.

بناء على عمليات إعادة التدوير الحالية فان جزيرة سيماكو ستمتلئ عن آخرها بحلول عام 2035، وبالتالي هناك خطط للتعامل والتعاون مه منظمات حكومية ومنظمات قطاع الأعمال لزيادة مساحة الجزيرة.

من خبرة سنغافورة في إعادة تدوير القمامة أدركت أن مقالب القمامة تحتاج الى وقت طويل لتصحيحها، وبالتالي يجب أن يكون هدف المشروع عند إنشاؤه طويل المدى حتى يحقق الهدف المنشود.

كما تتجه سنغافورة حاليا الى إيجاد الوسائل الممكنة لاستخدام الرماد في تصنيع ما يسمى بالرمل الجديد، حيث يمكن استخدامه في بناء ممرات المشاه والمقاعد، كما يتم اختباره من أجل استخدامه في رصف الطرق.

نظرا لأن الأرض محدودة في سنغافورة لصغر حجمها، تسعى الدولة الى تقليل كمية المخلفات المتجهة الى جزيرة سيماكو بنسبة 30% بحلول عام 2030، كما تسعى الدولة الى انشاء وتطوير عدة منشآت جديدة لإدارة النفايات.

على الرغم من أن أعلى معدلات إعادة التدوير موجود بالدول المتقدمة ذات الدخل المرتفع، وهم عبارة عن 16% من سكان العالم، الا أنها تولد 34% من المخلفات على مستوى العالم.

على العكس فان 5% من المخلفات تنتج من الدول ذات الدخل المنخفض، كما أنهم يقدروا بحوالي 9% من سكان العالم، وعلى شكل ملحوظ فان الولايات المتحدة وكندا وبرمودا، كل هذه الدول ذات الدخل المرتفع في أمريكا الشمالية، تنتج أعلى معدل من النفايات بالنسبة للفرد، ومع ذلك يتوقع أن تتغير تلك النظرة في العقود القليلة القادمة، حيث ازهار اقتصاد وسكان الدول ذات الدخل المنخفض.

لمدة عشرين سنة الصين كانت تستورد نفايات تقدر بحوالي نصف نفايات العالم تقريبا، وترجع أصل تلك النفايات الى الدول المتقدمة مثل إنجلترا والولايات المتحدة وكندا وأستراليا، الا أن كل ذلك تغير في عام 2018، حيث فرضت الصين حظر شامل على 24 نوع من البقايا أو النفايات المستوردة حفاظا على البيئة والصحة العامة.

كما تفاقمت المشكلة أيضا حينما رفضت دول في جنوب شرق آسيا استيراد النفايات البلاستيكية من الدول الصناعية، حيث في عام 2019 قامت دولة الفلبين بإرجاع حاويات النفايات الى كندا وكوريا الجنوبية، كما قامت ماليزيا برفض حاويات من اسبانيا وأستراليا.

إدارة المخلفات أو النفايات عملية مكلفة ماليا، ولا يجب النظر اليها على أنها نشاط اقتصادي يحقق ربح، ولكن كخدمة عامة تحتاج الى تمويل ودعم، كما أيضا تحتاج الى تشريعات ولوائح بيئية تستند عليها، حيث كما نرى أن الحل الأسهل في التخلص من النفايات يكلفنا كثيرا في المستقبل كما يحتاج الى سنوات كثيرة لتغيير السلوك المجتمعي، في النهاية معدل الفرد في انتاج النفايات يقدر بـ 0.7 كجم، وبالتالي تغيير ثقافة التخلص من النفايات لها تأثير مباشر على المستقبل. 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الفكر الاقتصادي في العصور الوسطى الأوروبية

العصور الوسطى الأوروبية: في القرون من التاسع حتى الخامس عشر الميلادية ساد في أوربا التكوين الاجتماعي الاقطاعي، وتتميز طريقة انتاجه التي بدأت في فرنسا ثم انتشرت في انجلترا وباقي مجتمعات أوروبا: ــ بأن العلاقات الاجتماعية للانتاج تدور أساسا حول الأرض التي تصبح البلورة المادية للملكية العقارية، اذ هي ترتكز على اقتصاد يغلب عليه الطابع الزراعي. ــ لمن يقومون بالعمل في الانمتاج الزراعي حق استعمال الأرض وشغلها. أما حق ملكيته فهو على درجات لهرم من السادة تحدده التقاليد والعادات. ــ هذا الأساس الاقتصادي يقابله شبكة من الروابط الشخصية، جزء من العاملين لا يتمتع بكامل حريته الشخصية حيث أنهم أقنان، أما السادة فيرتبط نظام ملكيتهم بنظام من الواجبات يتحمل بها كل منهم في مواجهة من هو أعلى منه. وتجد طريقة الانتاج هذه جذورها في المجتمع القديم حين بدأ كبار ملاك الأراضي يقاومون سلطة روما عن طريق الاقامة في ملكياتهم العقارية وتوسيع هذه الملكيات بالسيطرة على الملكيات الأصغر والمزارع المهجورة. في هذا النظام توجد جذور نظام الأقنان، غير أن هذا لا يعني أن القن وجد كنتيجة للتحرر الجزئي للعبد وانما ي

خصائص التخلف

خصائص التخلف تنقسم خصائص التخلف الى خصائص مادية أو اقتصادية وخصائص غير مادية أو تخلف البنيان الاجتماعي وسيتم تناولهم وفقا لما يلي:- أولا: الخصائص المادية للتخلف:- تتمثل الخصائص المادية للتخلف في اختلال العلاقة بين الموارد البشرية والمادية واختلال الهيكل الانتاجي والبطالة المقنعة واختلال هيكل الصادرات. 1- اختلال العلاقة بين الموارد البشرية والمادية:- هذه الخاصية ترجع الى عاملين أساسيين هما الانفجار السكاني وانخفاض مستوى التراكم الرأسمالي. ·         الانفجار السكاني:- تواجه الدول المتخلفة بلا استثاء انفجارا سكانيا وان اختلفت درجته وحدته , ويرجع ذلك الى العديد من العوامل منها تحسن وسائل وأساليب الصحة العامة مما يترتب عليه انخفاض شديد في الوفيات مع بقاء معدل المواليد عند مستوى مرتفع. تتميز الدول النامية بتركيب سكاني معين يمثل فيه صغار السن أهمية نسبية كبيرة حيث تزيد نسبة صغار السن في الدول النامية عن 40% بينما هي في الدول الأوروبية تتراوح بين 20-25% فقط وينتج عن ذلك انخفاض حجم القوة العاملة بالمقارنة بالبلدان المتقدمة. يؤدي الانفجار السكاني في الدول النامية الى أن ت

نظرية الانتاج

نظرية الانتاج ـ الانتاج يتمثل في الجهد الانساني الذي يبذل لجعل الموارد الاقتصادية صالحة لاشباع الحاجات الانسانية، وهو جهد يتضمن علاقة مزدوجة. علاقة بين الانسان والطبيعة، وعلاقة بين الانسان والانسان. ـ تتطلب عملية الانتاج توافر العناصر الآتية: القوة العاملة وأدوات العمل وموضوع العمل. ـ تضم نظرية الانتاج موضوعات عديدة أهمها: عناصر الانتاج وكيفية التأليف بين هذه العناصر وأشكال المشروعات القائمة الانتاج، واتجاهات هذه المشروعات. ـ عناصر الانتاج وتسمى أيضا عناصر المشروع هي الموارد التي يستخدمها المجتمع في انتاج ما يحتاجه من سلع وخدمات، عناصر الانتاج أربعة: الطبيعة والعمل ورأس المال والتنظيم. ـ الموارد الطبيعية كعنصر من عناصر الانتاج هي كافة هبات الطبيعة التي لم يوجدها عمل انساني سابق ولا حاضر والتي تمكن الانسان من انتاج السلع والخدمات التي يحتاجها لاشباع حاجاته. ـ الطبيعة عنصر سلبي في الانتاج. ـ هناك عدة عوامل اساسية تحكم مدى كفاية الموارد الطبيعية لحاجة الانسان اليها للقيام بنشاطه الانتاجي وهي على سبيل الحصر: 1-                     ثبات معالم الطبيعة الأساسية. 2-