تسلا تقتحم مجال تخزين الطاقة
توصلت تسلا الى تكنولوجيا تصنيع بطارية هي واحدة من أكبر البطاريات لتخزين الطاقة في العالم، وتعمل حاليا على تركيب تلك البطاريات بولاية كاليفورنيا، وتعمل تلك البطاريات على تخزين الطاقة وإعادة توزيعها لعدة ساعات خلال غياب الشمس.
من المتوقع أن
ينمو سوق بطاريات تخزين الطاقة الى 15 مليار دولار بحلول عام 2027، دخلت تسلا مجال
الطاقة في عام 2015، وفي عام 2020 تجاوزت الشركة 3 جيجا وات من تخزين الطاقة
وإعادة توزيعها مرة أخرى خلال عام واحد فقط.
تتميز بطاريات
تسلا بأن لها تكنولوجيا متطورة خاصة بها، حيث تمتلك تسلا تكنولوجيا تسمى أوتو بيدر
وهو ما يعطي الأوامر للبطاريات، كيف ومتى تعمل.
حاليا كل دول
العالم تلجأ الى انتاج الطاقة الكهربية من مصادر الطاقة المتجددة وبالتالي التوجه
الى مجال تخزين الطاقة هو المستقبل.
صناعة تخزين
الطاقة ليست بالشيء الجديد فهو صناعة قديمة ولكن كانت تتم فقط عن طريق البطاريات
الجافة الموجودة في السيارات، لكن حاليا تم تطوير تلك البطاريات وتم استخدام
بطارية الليثيوم لتخزين الطاقة وهي البطاريات الموجودة بالسيارات الكهربائية.
تم استخدام
بطاريات الليثيوم لأول مرة في التسعينات في مجال الالكترونيات، وكان السبب في
ظهورها شركة سوني، أصبحت بطاريات الليثيوم الآن موجودة في كل الصناعات الحديثة
بداية من الموبيلات الى صناعة السيارات الكهربائية.
على الرغم من
وجود أنواع كثيرة من البطاريات الا ان بطارية الليثيوم أثبتت أنها أفضلهم من حيث
التكلفة الأقل في مجال تخزين الطاقة.
بالطبع في بداية
الأمر لم يتم استخدام بطاريات الليثيوم على نطاق واسع، فقط كانت باهظة التكاليف،
لكن في أخر عشر سنوات انخفضت التكلفة أكثر من 90%.
مع التحول وانتشار
السيارات الكهربائية أصبح الطلب على الكهرباء أكبر من ذي قبل.
شبكات الكهرباء
الحالية تتعرض للعوامل والكوارث المناخية وقد تخرجها عن العمل وبالتالي الحل هو
اللجوء الى بطاريات تخزين الطاقة.
في 2017 أنشأت
شركة تسلا محطة لتخزين الطاقة بجزيرة هاواي لدعم الطاقة الشمسية بالجزيرة، والذي
شجع الشركات على دخول مجال تخزين الطاقة هي التشريعات الجديدة في معظم دول العالم
التي تشجع على انتاج الطاقة من مصادر الطاقة المتجددة وبالتالي اللجوء الى
تكنولوجيا تخزين الطاقة.
الصين تعمل على
تخزين الطاقة من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح ووضعت خطة للحصول على طاقة قدرها
16.5% بحلول عام 2025 من مصادر الطاقة المتجددة وخاصة الشمس والرياح.
جون بايدن رئيس
الولايات المتحدة الأمريكية كشف عن خطة لتطوير البنية التحتية قدرها 2 تريليون
دولار، 600 مليار دولار مخصصة للسياسات المتعلقة بالتغيرات المناخية، و100 مليار
دولار لتطوير شبكة الكهرباء، وهذا ضمن المخطط للحصول على كهرباء بنسبة 100% من
مصادر طاقة نظيفة بحلول عام 2035. وبالتالي كل هذه الخطط والتحركات العالمية شجعت
شركات التكنولوجيا للعمل في مجال تخزين الطاقة. وشركة تسلا هي واحدة من ضمن الشركات
التي اهتمت بهذا المجال.
شركة تسلا دخلت
مجال تخزين الطاقة في عام 2015 مع تقديم أحدث بطارية للسوق تسمى باور وال، مدمج
بها أنظمة أمان، والتحكم الحراري والتحكم في التيار الكهربائي، ومصممة لتعمل مع
أنظمة الطاقة الشمسية، ويمكن حملها والتنقل بها، أما لتخزين الطاقة على مستوى أكبر
انتجت شركة تسلا بطارية تدعى باور باك، بقدرة جيجا وات في الساعة.
في صيف 2016
اشترت شركة تسلا مدينة الشمس أو سولار سيتي بقيمة 2.6 مليار دولار، على الرغم ان
الصفقة محط جدل ومازال هناك دعاوي قضائية مع حملة الأسهم الا أن الشركة الجديدة
حفزت تسلا أكثر لاقتحام مجال تخزين الطاقة.
حيث أعلنت الشركة
عن تصنيع الخلايا الشمسية وتركيبها بالمنازل، لكن تسويق المنتج لم يكن حسب
التوقعات، حيث واجهت الشركة العديد من المعضلات التكنولوجية حول إمكانية انتشار
هذا النوع من الخلايا وجعلها تنافسية مع الشركات الأخرى.
حاليا شركة تسلا
تمكنت من مضاعفة السعة التخزينية للبطارية باور وال، وحسب التقرير الصادر من
الشركة ان الطلب متزايد على الباور وال الى جانب الخلايا الشمسية، وذلك لأن السعة
التخزينية للبطارية أصبحت 13.5 كيلووات في الساعة، هذا بخلاف بطارية سيارة تسلا
وسعتها التخزينية 100 كيلووات في الساعة، أما بالنسبة للبطارية باور باك فوصلت
سعتها التخزينية الى 232 كيلووات في الساعة.
أول مشروع تم فيه
تركيب البطارية باور باك كان في جنوب استراليا بسعة تخزينية 129 ميجاوات في
الساعة، وقد تم الانتهاء من المشروع في ديسمبر 2017.
البطاريات تم
استخدامها لتخزين الطاقة الكهربية المستخرجة من مزرعة الرياح، وبالتالي دعم
استقرار شبكة الكهرباء في حالة عدم وجود الرياح.
في الحقيقة الذي
ساعد الحكومة الأسترالية على اتخاذ قرار تخزين الطاقة أن جنوب استراليا تعرض في
سبتمبر 2016 الى تقلبات جوية نتج عنها انقطاع تام للكهرباء.
بعد تشغيل
البطاريات وملاحظتها لمدة عامين أثبتت بطاريات تسلا أنها آمنة ويمكن الاعتماد
عليها، وفي أول سنة استطاعت شركة الكهرباء تحقيق دخل يقدر بحوالي 24 مليون دولار، لكن
المكسب الحقيقي حول الحفاظ على الطاقة وتخزينها.
ومع نجاح المشروع
قررت الحكومة الاسترالية منح ايلون ماسك الفرصة لبناء عدة مشاريع أخرى تعتمد على
بطارية الليثيوم.
مشروع أخر لشركة
تسلا في جزيرة هاواي، وهو تبديل وقود الديزل لانتاج الكهرباء الى الطاقة الشمسية،
المشروع مكون من بطاريات سعتها التخزينية 52 ميجاوات في الساعة، ومن ألواح وخلايا
شمسية قدرتها 13 ميجاوات في الساعة، وتم التعاقد مع شركة تسلا لمدة 20 سنة، بناء
على هذا المشروع تتحول جزيرة هاواي الى الكهرباء النظيفة لمدة 8 ساعات يوميا.
وبنفس الخطوات
أنشأت تسلا محطة كهرباء في جزيرة تاو في أمريكا، حيث تم تركيب 5328 خلايا شمسية،
و60 بطارية باور باك، وتستطيع الجزيرة استخدام الكهرباء لمدة ثلاثة أيام متتالية
في حالة غياب ضوء الشمس، وبفضل هذا المشروع توقفت الجزيرة عن استعمال 109 ألف
جالون من الديزل في انتاج الكهرباء.
وعندما انهارت
البنية التحتية لبورتوريكو نتيجة إعصار ماريا في عام 2017، عرض ايلون ماسك
المساعدة لبناء محطة الكهرباء. وبالفعل تم استخدام بطاريات ايلون ماسك في أكثر من
662 موقع داخل بورتوريكو.
بفضل نجاح المشاريع
السابقة استطاعت تسلا تطوير السعة التخزينية للبطاريات حيث أنتجت بطارية ميجا باك،
والتي لها سعة تخزينية أكبر من 3 ميجاوات في الساعة، وهذه البطارية تعادل 13
بطارية باور باك أو 30 بطارية الموجودة بسيارة تسلا موديل s .
أعلنت تسلا أنه
في حالة الوصول الى طاقة تخزينية قدرها 1 جيجاوات في الساعة فانها ستكون قادرة على
امداد الكهرباء لكامل سان فرانسيسكو لمدة 6 ساعات يوميا.
تتعاون شركة أبل
مع شركة تسلا حاليا لبناء محطة كهربية قدرتها التخزينية 240 ميجاوات في الساعة،
باستعمال الطاقة الشمسية في ولاية كاليفورنيا.
الا أنه مازال
هناك مزيد من العقبات أما بطاريات الليثيوم، أولها على الرغم من انخفاض تكلفة
انتاج البطارية الا أنها مازالت مرتفعة، حيث بطارية ليثيوم قدرتها التخزينية 1
كيلووات في الساعة سعرها 137 دولار لكن كان سعر البطارية في 2019 157 دولار، وهذا
بخلاف مشكلة المواد الخام المستخدمة في انتاج البطارية، حيث أعلنت تسلا أن في
محاولات لتبديل الليثيوم بالكوبالت أو الفوسفات لبطاريات الميجا باك. وذلك محاولة
لتغطية الطلب العالمي على بطاريات تخزين الطاقة.
تعليقات
إرسال تعليق