انتاج الغاز
الطبيعي
تقل درجة تكامل أسواق الغاز الطبيعي بكثير من أسواق
البترول نظرا للتكلفة والصعوبات اللوجستية التي تواجه تجارة الغاز عبر الحدود.
وتتضح محدودية تكامل أسواق الغاز من الفروق الكبيرة في الأسعار بين المناطق
المختلفة برغم اتساع تجارة الغاز الطبيعي المسال، وازداد انتاج الغاز الطبيعي
واستهلاكه باطراد على مستوى العالم ويتوقع زيادتهما بوتيرة أسرع على المدى
المتوسط. وشهدت السنوات القليلة الماضية ثلاث تطورات رئيسية كانت لها انعكاسات
ملموسة بصفة خاصة على أسواق الغاز والطاقة: ثورة الغاز الصخري في الولايات
المتحدة، وانخفاض عرض الطاقة النووية في أعقاب كارثة فوكوشيما في اليابان،
والتوترات الجغرافية السياسية بين روسيا وأوكرانيا.
يعتبر الغاز الطبيعي ثاني أهم أنواع الوقود الأحفوري بعد
البترول ويتميز عن البترول بأنه يوجد في الصورة الغازية وليس السائلة ويوجد مصاحبا
للبترول في بعض الحقول كما يوجد غير مصاحب للبترول في بعض الحقول الأخرى.
يستخرج الغاز من الحقول، سواء كان مصاحبا للبترول أو غير
مصاحب له، بالقدر الذي يكفي لمواجهة الاستهلاك الجاري، ثم يضخ في الأنابيب إلى حيث
توجد أسواق الاستهلاك الرئيسية، وذلك بعد استخلاص ما يمكن استخلاصه من سوائل الغاز
الطبيعي التي تنضم إلى غيرها من السوائل، ومع ذلك قد يتم تخزين الغاز بعد استخراجه
من حقوله أو مكامنه الطبيعية لمواجهة فترات الذروة في الطلب عليه، وخاصة في فصل
الشتاء حيث يستخدم الغاز في أغراض التدفئة.
قد ظل الغاز الطبيعي حتى نهاية الحرب العالمية الثانية
يعتبر منتجا ثانويا للبترول الخام، ومن ثم لم تهتم أكثر الدول بالبحث عنه مستقلا
عن الزيت، كما لم تهتم بتقدير نشر احتياطاته التي لم تبدأ بصورة منتظمة إلا في
الولايات المتحدة عام 1945، غير أن السنوات التي أعقبت الحرب شهدت توسعا سريعا في استهلاك
الغاز الطبيعي في الولايات المتحدة نتيجة للتوسع في صناعة الأنابيب اللازمة لنقله
من الحقول إلى حيث تشتد الحاجة إليه في المدن والمناطق الصناعية.
يتم تجميع الغاز بوضع تجهيزات خاصة على فوهة البئر،
لانتزاع الغاز أثناء خروجه مع البترول، أو خروجه المستقل في حالة حقول الغاز، ويتم
ربط الآبار المتجاورة بأنابيب تجميع تصب مدخلاتها في مصنع الغاز، الذي يقوم بتنظيف
الغاز من الشوائب، خاصة الكبريت. يتم فصل البروبان والبوتان من الغاز، ويتبقى غاز
الميثان الذي يستخدم كمصدر هام للطاقة، وكأحد المدخلات الهامة لصنع العديد من
البتروكيمياويات، ويتم نقله لمسافات بعيدة.
يعتبر الغاز الطبيعي من المصادر المهمة الرخيصة للطاقة
الحرارية، فكمية الطاقة الحرارية الممكن الحصول عليها من كل 6000 قدم3
من الغاز الطبيعي تساوي تلك الحاصلة من حرق برميل واحد من البترول الخام، كما قد
قدر أن 6000 قدم3 من الغاز الطبيعي تصاحب انتاج كل برميل من البترول
الخام في بعض المناطق.
على مدي العقود الثلاثة الماضية تزايدت الأهمية النسبية
للغاز الطبيعي في انتاج الطاقة وصار منافسا للبترول في عديد من دول العالم ومن
بينها مصر.
تزايدت الفوائد الاقتصادية من الغاز الطبيعي في الأسواق
المحلية، بضوء توفر الغاز الطبيعي الذي يعتبر من العناصر الرئيسية التي تدفع عملية
التنمية الاقتصادية والاجتماعية، والذي انعكس على الإجراءات التي اتخذتها الدول
العربية لتنمية صناعة البتروكيماويات وصناعة الأسمنت والألومنيوم. وقد جاء هذا
الإنجاز عقب الفترة التي كان فيها معظم انتاج الغاز الطبيعي في الدول العربية يتم
حرقه، ولم تكن نسبة الكميات المستخدمة تزيد عن 10% عام 1970، الا أن عملية التصنيع
كانت تتطلب زيادة متواصلة في استخدام الغاز الطبيعي في كافة النشاطات حيث وصلت
النسبة المستخدمة الى حوالي 50% من منتصف الثمانينات والى أكثر من 95% خلال
السنوات الأخيرة.
تعليقات
إرسال تعليق