السر وراء أحداث الشرق الأوسط
في الأونة الأخيرة زادت حدة التوترات السياسية
والاقتصادية في منطقة الشرق الأوسط بداية من صفقة القرن الى توغل تركيا العسكري في
شمال سوريا.. ما القصة وما الهدف؟
قال نابليون جملته الشهيرة ابحث عن المرأة، وها أنا اليوم
أقول لكم ابحث عن البترول،، نعم البترول، كان الاعتقاد قديما من يسيطر على البترول
يتحكم في أسعاره وبالتالي يستقل في اتخاذ قراره السياسي، أما الآن من يسيطر على
طرق نقل البترول يسيطر على أسعاره وبالتبعية على القرارات السيادية السياسية.
من بعد عام 2005 ظهرت خريطة لنقل الغاز الطبيعي الى أوروبا
وذلك من مصر الى سوريا ثم روسيا فأوروبا. الا أنه عقب اتفاقية الغاز مع اسرائيل
سيصل الغاز الى سوريا عن طريق اسرائيل أولا، وكان الهدف من ذلك هو تأمين اسرائيل
سياسيا واقليميا.
مصر كانت ستصبح لها قوة سياسية لا يستهان بها في الشرق
الأوسط حيث كانت ستكون المورد الأكبر للغاز الطبيعي لأوروبا، خاصة أن السعودية
أعلنت دخولها ذلك الخط،، تلك الخريطة كانت ضد تطلعات قطر وطموحها السياسي، حيث
كانت تريد أن تكون أكبر مورد لأوروبا وبالتالي يكون لها ثقل سياسي في المنطقة وهذا
ما اندثر بسبب خطة مصر لنقل الغاز.
بعد وصول الاخوان سدة الحكم في مصر، تم تغيير الخريطة
على أن تكون تركيا بديلا لروسيا، وبالتالي حلم تركيا بالدخول الى الاتحاد الأوروبي
صار قريبا اذا سيطرت تركيا على نقل البترول الى أوروبا.
بقيام ثورة يونيو 2013 في مصر مات حلم تركيا بنزع
الاخوان من الحكم وهذا ما يبرر وقوف حكومة تركيا بجوار الاخوان ومحاولة الضغط على
مصر لاستمرار مشروع الاخوان في نقل الغاز، ولكن مصر رفضت، والمفاجأة الرفض كان من
نصيب روسيا أيضا، حيث أعلنت مصر أنها ستكون محور نقل الطاقة الى أوروبا،، وبالفعل
تم عمل أنابيب لنقل الغاز الى أوروبا عن طريق قبرص اليونانية، وهذا يفسر العداء الواضح
والصريح لتركيا ضد اليونان وليس ذلك فقط وانما محاولة تركيا التنقيب عن الغاز في
البحر المتوسط واستدراج مصر لعمل عدائي.
حاليا قامت تركيا بضرب شمال سوريا، الا أن تلك الضربة
شملت التوغل العسكري لجنود الجيش التركي واحتلال أجزاء من سوريا، وذلك محاولة
لتركيا لمد خط الأنابيب من ايران ـ سوريا الى توركيا ثم أوروبا، ذلك التعاون الجديد
بين تركيا وايران مكسب متبادل ومصلحة مشتركة، بالنسبة الى تركيا تعيد احياء الدخول
للاتحاد الأوروبي، بالنسبة لايران الهروب من العقوبات الأمريكية وانعاش الاقتصاد
الايراني، والدليل على ذلك رفضت تركيا تنفيذ العقوبات الأمريكية بالنسبة لشراء
البترول الخام من ايران.
بعد خروج روسيا من خريطة نقل الغاز، قامت مصر بتعويضها
باعطائها انشاء المفاعل النووي المصري بالأمر المباشر، كذلك المنطقة الصناعية
الروسية باقليم قناة السويس، الا أن ذلك غير كاف لروسيا فما زالت تطمع بالمزيد...
أما أمريكا فان طموحها الأكبر سيطرة اسرائيل سياسيا
واقتصاديا على منطقة الشرق الأوسط فهي ذراعها لتطبيق النظام الرأسمالي المهيمن على
الموارد الاقتصادية الوطنية، وبالتالي وجود اسرائيل في صفقة تصدير الغاز الى
أوروبا، وليس ذلك فقط وانما استغلال وضع مصر المتردي سياسيا واقتصاديا واجتماعيا في
محاولة للضغط على السلطة الحاكمة لتنفيذ صفقة القرن،، وذلك أيضا من خلال استغلال
سد النهضة الأثيوبي وتخويف مصر من الفقر المائي فتكون أمام أمرين اما الأرض واما
الماء.
وبالتالي ابحث عن البترول، هذه هي مقولة العصر الجديد
د/رشدي ابراهيم
تعليقات
إرسال تعليق