القرآن
والعلم
كثيرا
ما تخرج علينا دعوات من أناس ضالين بالاعتماد على العلم والملموس والاعتماد على
الماديات وترك ما لم يتم اثباته بالعلم والنظريات الكونية، لذا لزاما علينا توضيح
بعض النقاط لعلها تنفعني وتنفع المؤمنين....
بداية
لابد أن نعرف ما هو العلم؟ حتى نتمكن من الحكم بينه وبين القرآن، الا أن القرآن لا
يحتاج من يدافع عنه أو يثبت أبديته الى قيام الساعة، ولكن هذا المقال للرد على
الملحدين والمشككين.
العلم
عبارة عن تراكم للمعرفة العلمية تراكما كميا حتى يصل الى نقطة معينة أو موضوع معين
ثم يتغير كيفيا موضحا علم من العلوم، على سبيل المثال تعاقب الليل النهار يؤدي الى
مرور الأيام ثم السنين، تقابل التيارات الباردة مع الساخنة يؤدي الى ظاهرة
المطر... الأمثلة كثيرة الا أن ذلك ليس موضوعنا ولكن هذه الأمثلة لتوضيح التراكم
الكمي والكيفي.
ينتج
مما سبق أن العلم تراكم للنظريات السابقة والمعرفة التاريخية للأمور، وبالتالي فان
العلم في تطور مستمر عبر الزمن وذلك لأنه يتكون من معرفة ناقصة تكتمل بمرور الأيام
واكتشاف النظريات الجديدة أو الأفكار الناقدة لها، اذن العلم ناقص صاحبه مخلوق
بشري ناقص، مؤلفه ناقص لأنه يحتمل التأويل، يحمل في طياته الصواب والخطأ، وبالتالي
من غير المعقول أو المقبول أن يشهد صاحب الكتاب أو العلم ويقول ما فرطت في كتابي
من شئ، لأنه سيأتي أقواما من بعده يثبتوا صدق أو خطأ نظرياته. وهذا شئ مقبول في
الواقع لأن فاقد الشئ لا يعطيه، فالعلم ناقص يخرج من مخلوق بشري ناقص وبالتالي
كتابه ناقص.
لكن
ما هو القرآن؟ ولماذا هو معجزة الرسول صلى الله عليه وسلم؟ تعلمنا ونحن في سن
صغيرة أن القرآن نزل على أهل البلاغة من اللغة العربية في الجزيرة العربية، وأن
النبي أمي لا يقرأ ولا يكتب فكيف تعلم لغة الكلام وتفقه فيه؟
حقيقة
أن القرآن نزل على أهل البلاغة وكان حجة عليهم، ولكن القرآن لم ينزل للعرب فقط بل
انه نزل حجة على العالمين كافة في أي زمن وأي مكان. فالمعجزة الحقيقية هي كيف
لمخلوق بشري يخرج كتابا كاملا غير منقوص لا يحتمل أي تأويل؟ كيف لكاتب يدعي أن
كتابه لم يفرط فيه من شئ؟ كيف يدعي أن العالم لن يستطيع أن يخرج كتابا أفضل من هذا
ولو كان بعضهم لبعضا ظهيرا؟
القرآن
كلام الله، فهو كامل لا توجد به تراكم للمعرفة العملية نتيجة لنقد النظريات
واكتشاف الأخطاء تعالى الله عن ذلك فهو خالق الزمن والتاريخ كيف يتعلم من أخطاؤه؟
تعالى الله عما يقولون، اذن القرآن كامل من اله كامل نزل الى مخلوق بشري ناقص،
فكيف لبشري أن يخرج كتاب كامل؟ هنا كانت معجزة الرسول لكل زمن لكل شخص ذو تفكير
عادي أو تفكير ناقد أو عالم. وما يدل على ذلك الآية الكريمة " انما يخشى الله
من عباده العلماء".
لكن
السؤال كيف لشخص بشري ناقص أن ينقل كلام الله ويعلم البشرية جمعاء وهو أمي لا يقرأ
ولا يكتب؟ حقيقة أن الرسول كان أمي قبل الرسالة والوحي ولكن بنزول سيدنا جبريل
عليه في الغار وقال له اقرأ, كانت هذه البداية فالرسول تعلم على أيدي ملك الوحي
تعلم علم الكون، علم المادة والطاقة، حيث جبريل كان يؤهله ليستلم الأمانة، والدليل
على ذلك أن الرسول بعد ترك سيدنا جبريل ورجع الى السيدة خديجة كان محموما، ليس من
المفاجأة والخوف بل من اعادة تأهيل جسده.
وهناك
كثير من الدلالات التي تؤيد ذلك، على سبيل المثال: قال تعالى " هو الذي بعث
في الأميين رسولا منهم يتلو عليهم أياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وان كانوا
من قبل لفي ضلال مبين". كيف يكون الرسول أمي ويعلمنا الكتاب والحكمة؟ كما قال
الرسول صلى الله عليه وسلم اطلبوا العلم من المهد الى اللحد، كذلك قال اطلبوا
العلم ولو في الصين، كما قال من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له طريقا الى
الجنة. كيف يمكن لفاقد شئ أن ينصح باقتنائه؟
القرآن
علم كامل من يفهمه تسعى نفسه البشرية للكمال، وهذا ما حدث للرسول فكان ليس كمثله
بشر يتكلم الى الحيوان والى الشجر وكان نظره ثاقبا. وقد نجد بعض من ذلك عند
الصحابة مثل عمر بن الخطاب حين قال يا سارية الجبل الحصن الحصن.
من
علامات يوم القيامة أن يتحدث الشجر الى المسلم ويقول له يا مسلم ياعبدالله ورائي
يهودي تعالى واقتله، هذه العلامة لن تحدث الا اذا فهمنا القرآن وسعينا الى الكمال
من علومه، في هذه اللحظة سيتطور عقل المسلم ويفهم لغة الشجر، ومن هنا يكمل الدين
من الجديد، وما اكتمل شئ الا نقص. ولكن باكتمال الدين هذه المرة تقوم الساعة.
في
النهاية، قد أكون مصيب وقد أكون مخطئ ولما لا فانا بشري ناقص وعلمي ناقص يحتمل
التأويل،،،
تعليقات
إرسال تعليق