أهمية الاستثمار في رأس المال
البشري
لا جدال في أننا نعيش في خصوصية حضارية وعلمية لم تشهد
البشرية لها مثيلا، ولكن ومع كل هذا التسارع الهائل في سرعة انتشار سرعة المعلومات
عبر العالم تبقى الأولوية لخيار الموارد البشرية وهي ثروة غير قابلة للنضوب على
خلاف البترول، بل هي الثروة المتجددة دائما.
لا شك أن الموارد البشرية تعتبر وبحق من المقاييس
الأساسية التي تقاس بها ثروة الأمم باعتبار أن هذه الموارد على رأس المكونات
الرأسمالية والأصول المؤثرة في الوضع الاقتصادي والاجتماعي للدول.
نادى الاقتصاديون القدامى منذ وقت طويل بأهمية تنمية
الموارد البشرية في تحقيق النمو الاقتصادي، حيث ذكره آدم سميث في كتابه ثروة الأمم
( حقيقة أن اكتساب القدرة أثناء التعلم يكلف نفقات مالية، ومع ذلك تعد هذه المواهب
جزءا هاما من ثروة الفرد التي تشكل بدورها جزءا رئيسيا من ثروة المجتمع ككل.
وتأتي أهمية العناية بتنمية الموارد البشرية من منظور
متعدد الأبعاد
1) البعد الاقتصادي
من خلال الموارد البشرية المؤهلة والمدربة على مستحدثات
التكنولوجيا المتطورة، يتم تنفيذ برامج التنمية الاقتصادية بما يحقق التقدم للدولة
ويوفر احتياجات سكانها من السلع والخدمات.
2) البعد الاجتماعي
التعليم باستخدام التكنولوجيا الحديثة ينمي قدرات الفرد
الذهنية والفكرية ويكسبه الأنماط والقيم السلوكية المتوازنة مما يجعله أكثر قدرة
على تفهم المشكلات الاجتماعية وترسيخ الروابط الأسرية إضافة الى تأثيره الملموس في
شعور الانسان بالذات.
وهناك أبعاد كثيرة أخرى مثل البعد الثقافي والبعد العلمي
والبعد الديني والبعد الأمني، اذن الاستثمار في الانسان هو السبيل الوحيد لبناء
حضارة نموذجية متقدمة تمتد عبر العصور مثل الحضارة الفرعونية والرومانية والإسلامية،
أما الآن نحن في حضارة المسخ وما أسواءها من حضارة بئس صانعوها....
تعليقات
إرسال تعليق