الانسان صانع التنمية
وهدفها
ان عملية الإصلاح والتنمية لن تتم بالموارد ولا التكنولوجيا وحدها، وانما بالإنسان
صاحب العقيدة حيث تولد حافزا في نفسه، ولا يهدأ حتى يقيم واقعا محدد المعالم.
فالانسان هو المحرك الأساسي لجميع جوانب الحياة، وهو المسئول عن مستوى أدائه. ومن
ثم يكن القول أن المشاكل الاقتصادية التي يعاني منها أفراد المجتمع المصري، هي في
الحقيقة من صنع الانسان نفسه، فالانسان هو الجاني والمجني عليه في نفس الوقت. لذلك
لا يمكن تحقيق عملية الإصلاح والتنمية أو معالجة مشاكل الاقتصاد المصري، الا بإعادة
صياغة الانسان الحالي وتحصينه بالعقيدة السليمة، التي تعطيه الثقافة الصحيحة،
وتحقق انسانيته، وتشعره بالرقابة والمسئولية عن تصرفاته في الدنيا والآخرة.
يؤكد ابن خلدون على أهمية البعد البيئي في عملية الإصلاح والتنمية وأثره
على البناء الاجتماعي وتقدم وتنمية المجتمع، كما يوضح أن التطور الاجتماعي
والسياسي يعزى الى عنصرين هما:
الأول: العنصر
الاقتصادي.
الثاني: العنصر
المعنوي.
ومن ثم فان ابن خلدون يشترط لتطور المجتمع أن يكون اقتصاديا في المقام
الأول، وأن الانسان اجتماعي بطبعه لا يستطيع أن يوفر كل حاجاته اللازمة بنفسه
وبالتالي فان الاجتماع الإنساني ضروري.
يدعو ابن خلدون الى:
1) الاهتمام بمستوى النمو الإنساني في مختلف مراحل الحياة
لتنمية قدرات الانسان.
2) التنمية عملية تتصل باستثمار الموارد والمدخلات والأنشطة
الاقتصادية التي تولد الثروة والإنتاج لتنمية القدرات الإنسانية.
3) ضرورة تعظيم فكرة التبادل التجاري والمنفعة من الكسب
بعوض.
وقد أثبتت التجربة التاريخية لدول شرق أسيا أن الاستثمار الواسع النطاق في
مجالات التنمية البشرية قد أدى الى نمو اقتصادي مطرد على مدى عقود من الزمن، من
هذا المنطلق آن الأوان أن يتم توجيه الاستثمارات الى تنمية قدرات الانسان المصري
عن طريق التعليم والصحة والمهارات الأساسية، حتى يستطيع المجتمع جني ثمار التنمية.
تعليقات
إرسال تعليق