ما هو العلم؟
يقصد بالعلم
مجموع المعرفة الانسانية المنظمة المتعلقة بالطبيعة وبالمجتمع وبالفكر والمستخلصة
عن طريق اكتشاف القوانين الموضوعية التي تحكم الظواهر الحسية، وذلك استخداما
لمناهج البحث العلمي، وهي معرفة تقصد الى تفسير هذه الظواهر تفسيرا علميا. أما اذا
أخذنا أحد فروع العلوم المختلفة فيقصد به مجموع المعرفة المنظمة المتعلقة بطائفة
من الظواهر.
وبالتالي حتى
يكون الكلام علميا يتعين الآتي:
1)
أن يكون لدينا جسم من المعرفة العلمية: ويجب أن يتوافر للمعرفة العلمية ثلاثة شروط وهي:
أ-
أن يكون هدف النشاط ( نشاط البحث ) الكشف عن القوانين الموضوعية التي تحكم
الوقائع أو الظواهر محل الدراسة.
ب-
أن نستخدم في عملية الاستخلاص منهج البحث
العلمي، هذا المنهج يتلخص في الآتي:
ـــ أولا
في وصف وتقسيم الظواهر محل البحث العلمي. هذه العملية التي تستند الى الملاحظة
والتجربة العلميتين لموضوع البحث هي أول خطوة نحو فهم مجموع الظواهر محل الاهتمام.
ويراد بالملاحظة العلمية توجيه الذهن والحواس الى ظاهرة أو مجموعة من الظواهر
الحسية رغبة في الكشف عن صفاتها وخصائصها توصلا الى كسب معرفة جديدة، وتقوم طريقة
الدراسة على وصف الظاهرة. ومراقبة سيرها عمدا وتقرير حالتها باختيار الخصائص التي
تساعد على فهم حقيقتها، ومعرفة كل الظروف التي أوجبت وجودها والنتائج التي ينتظر
أن تصدر عنها. أما التجربة العلمية فهي أكثر من الملاحظة هي ملاحظة مستثارة
فالباحث في حالة الملاحظة يرقب الظاهرة ويسجل حالتها من غير أن يحدث فيها تغييرا،
أما في حالة التجربة فانه يلحظ الظاهرة التي يدرسها في ظروف هيأها هو وأعدها
بارادته تحقيقا لأغراضه في تفسير هذه الظاهرة.
ـــ ثانيا
الاستقصاء، أي تحليل موضوع البحث عند مستوى معين من التجريد ( التجريد بخطوتيه: من
التصورات الذهنية للملموس الى المجرد ثم من المجرد الى الملموس بعد اعادة تصوره في
الذهن. هنا نكون بصدد طريقة الاستقصاء بطبيعتها الاستقرائية الاستنتاجية ).
وباستخدام هذه الطريقة يمكننا من التوصل الى أفكار أو مقولات تتعلق بموضوع البحث
العلمي وذلك بشرط أن نحلله في حركته عبر الزمن.
ثالثا يقوم الباحث ببناء الفروض على أساس هذه المقولات بقصد
تفسير ما لوحظ من خصائص الظاهرة محل البحث والعلاقة بين عناصرها، ثم استنتاج خصائص
أخرى لم تكن محلا للملاحظة الأولى. هذه الفروض ترتكز على الملاحظة والتجربة،
ويتعين ألا تتنافى مع الحقائق والقوانين العلمية والحقائق المسلم بها. هذه الفروض
لا يستطيع الباحث بنائها الا اذا استعان بالحدس والتخيل، وانما بشرط أن يكون من
الممكن التحقق من صحة الفرض عن طريق الملاحظة والتجربة والاستدلال العقلي.
ـــ رابعا
التحقق من صحة نتيجة عملية الاستخلاص.
ج- أن تكتسب
المعرفة المستخلصة انضباطا ينتج عن معرفة المظاهر الكيفية والكمية ( القابلة
للقياس) للظاهرة محل الدراسة.
2)
أن يتعلق الأمر بموضوع محدد.
3)
أن يكون لدينا حد أدنى من المعرفة اليقينية الأساسية يمكننا من تفسير
الظواهر محل الاعتبار ومن التنبؤ بالاتجاهات العامة لحركة هذه الظواهر.
تعليقات
إرسال تعليق