عملية الانتاج
كعلاقة بين الانسان والانسان:
الانسان حيوان اجتماعي، فهو لا يستطيع أن يحفظ وجوده الا من خلال عمل
الآخرين، فأفراد المجتمع يكمل أحدهم الآخر. وبالتالي فان عملية الانتاج بطبيعتها
عملية اجتماعية. حيث يتم تقسيم العمل وتخصيص الأفراد في أنواع معينة من العمل.
وبالتالي يمكن القول أن العملية الاقتصادية هي عملية انتاج وتوزيع الناتج
الاجتماعي في دورانها حول العمل الاجتماعي حول المجهود الواعي الذي تقوم به
الجماعة بقصد أن تستخلص من الطبيعة المواد الصالحة لاشباع الحاجات مستعينة في ذلك
بأدوات الانتاج وبخبراتها الفنية في تراكمها المستمر. فالغاية النهائية من هذه
العملية هو اشباع الحاجات عن طريق بذل المجهود الذي يتبلور في المنتجات القابلة
لاشباع تلك الحاجات.
يمكن القول أن شروط عملية الانتاج أيا كان نوع المجتمع الذي تمارس فيه
تتمثل في: القوة العاملة وأدوات العمل وموضوع العمل. ويسمى هاتين الأخيرتين بوسائل
الانتاج.
يمكن نظريا أن نميز بين نوعين من الانتاج يعرفهما تاريخ النشاط الاقتصادي
للانسان. الانتاج بقصد الاشباع المباشر لحاجات المنتجين، وانتاج المبادلة أو
الانتاج السلعي.
عن طريق
المبادلة يستطيع المنتج الحصول على السلع اللازمة لاستهلاكه فانتاج المبادلة يفترض
اذن: أن هناك تقسيما اجتماعيا للعمل، أن الانتاج يقوم به الأفراد على وجه
الاستقلال، أن الانتاج يتم بقصد المبادلة، أن الناتج الذي يصبح سلعة يكون نافعا
للآخرين أي يمثل قيمة استعمال اجتماعية.
من هنا يتضح لنا معالم موضوع علم الاقتصاد السياسي، هذا الموضوع هو الأفكار
المتعلقة بالقوانين الاجتماعية التي تحكم مجموع الظواهر التي يمكن ملاحظتها والتي
تكون النشاط الاقتصادي في المجتمع، وهو نشاط يأخذ شكل عملية ذات بعد زمني ومتكرر
عبر الزمن. هذه هي القوانين الاقتصادية أي العلاقات التي تتكرر باستمرار بين عناصر
العملية الاقتصادية، القوانين الاجتماعية الخاصة بانتاج المنتجات وبالكيفية التي
تجد بها هذه المنتجات سبيلها الى أيدي الأفراد يستخدمونها لاشباع حاجاتهم وهو ما
يحدث بأشكال تختلف من مرحلة الى أخرى من مراحل تطور المجتمع الانساني.
مفهوم الحاجة اقتصاديا مفهوم مركب يتضمن: أولا شعور الانسان بالحرمان،
ثانيا الوعي بوسيلة القضاء على الحرمان، ثالثا السعي لتحقيق هذه الوسيلة من أجل
الاشباع. والحاجة تكمن وراء العمل وهو الجهد الذي يبذله الانسان باعتبار تفرده
بالوعي، الوعي بتضاده مع الطبيعة والوعي بأنه الكائن الوحيد الذي يحدد لسعيه هدفا
قبل الاقدام عليه. وبالتالي هذا الجهد الواعي الذي يبذله الانسان في مواجهة
الطبيعة هو العمل.
والعمل تقدمه القوة العاملة في المجتمع وهي شريحة من السكان في سن العمل.
وتقدم القوى العاملة العمل الذي هو محور الانتاج كعملية من التفاعل بين القوة
العاملة في المجتمع وقوى الطبيعة في اطار تنظيم اجتماعي معين للنشاط الانتاجي.
وهذا التفاعل من أجل خلق منتجات تستخدم في نهاية الأمر في اشباع الحاجات، وتستخدم
القوة العاملة أدوات الانتاج بقصد زيادة القدرة الانتاجية لعمل الانسان. وبالتالي
يتم تحويل بعض المواد الى منتجات صالحة لاشباع الحاجات، هذه المواد هي موضوع
العمل.
تعليقات
إرسال تعليق