مفهوم التنمية الاقتصادية
نظرية التنمية
الاقتصادية غير محددة الجوانب ومعظم الآراء والأفكار التي تناقشها لم تتفق على
اتجاه معين، وغالبية الاقتصاديين عادة ما يركزون على العوامل الاقتصادية غير أن
التنمية في حقيقة الأمر ظاهرة اقتصادية واجتماعية وسياسية وعلمية ..الخ.
أولا: مفهوم التنمية
الاقتصادية في الفكر الرأسمالي:
التنمية هي العملية
التي يزداد فيها الدخل القومي الحقيقي لمجتمع معين خلال فترة زمنية معينة عادة عام
على أن يكون معدل النمو الاقتصادي المتحقق أي معدل نمو الدخل أكبر من معدل نمو
السكان وهذا يؤدي إلى زيادة في متوسط دخل الفرد.
الدخل القومي جانب مهم
في عملية التنمية ولكنه غير كاف لأنه ببساطة يغفل الجوانب الأخرى الأساسية مثل
القضاء على التبعية بكل أنواعها وتحقيق الاستقلال الاقتصادي فضلا عن عدالة توزيع
الدخل.
هناك بعض الاقتصاديين
الذين ينظرون إلى التنمية الاقتصادية على أنها دخول الاقتصاد القومي الذاتي مرحلة
الانطلاق التي يكتسب فيها الاقتصاد مقومات النمو الذاتي، وعملية التنمية تحتاج إلى
حد أدنى من الموارد ليدخل الاقتصاد مرحلة الانطلاق ويتمثل هذا الحد بارتفاع معدل
الاستثمار إلى 12% من الناتج القومي.
هذه الشروط تقوم أساسا
على فكرة المراحل وبالتالي تتضمن أن التخلف مرحلة تاريخية يمر بها كل مجتمع يعقبها
مرحلة الانطلاق، كما أن شرط ارتفاع معدل الاستثمار إلى 12% ليس كافيا لعملية
التنمية حيث لابد من دفع هذا المعدل نحو الزيادة والارتفاع بصفة مستمرة.
ثانيا: مفهوم التنمية
الاقتصادية في الفكر الاشتراكي:
ينبع هذا المفهوم من
الفلسفة الاشتراكية نفسها ومن الأبعاد الاقتصادية والسياسية والثقافية والاجتماعية
لهذه الفلسفة. لمفهوم التنمية في الفكر الاشتراكي مدلولان الأول نظري وينسب إلى
ماركس والثاني عملي وتطبيقي وينسب إلى لينين.
ـ مفهوم التنمية
عند ماركس:
يرى ماركس أن النظام
الرأسمالي هو نظام لا يمكن أن تتحقق في ظله التنمية الاقتصادية وأنه نظام رجعي لا
يلائم التطور ولذلك لابد من القضاء على النظام الرأسمالي والتوجه إلى النظام
الاشتراكي باعتباره النظام الأمثل لبناء التنمية.
ويشترط ماركس لتحقيق
التنمية أنه لابد من تحقيق الاستقلال السياسي وتصفية الأوضاع الاستعمارية القديمة
وكذلك تحقيق الاستقلال الاقتصادي وتغيير حالة التبعية التي يتصف بها اقتصاد الدول
المتخلفة ووضع أسلوب معين للتنمية يؤدي في النهاية إلى تغيير هيكل الاقتصاد القومي
من اقتصاد يعتمد على محصول واحد إلى اقتصاد قومي متنوع ومتعدد.
ـ مفهوم التنمية
عند لينين:
يرى لينين أن التنمية
هي الثورة التكنولوجية الاجتماعية القائمة على العلم وبالذات العلوم الطبيعية.
ويرى لينين أن النظام الرأسمالي ليس الأرضية السياسية والاقتصادية للربط الصحيح
والملائم بين الأيدلوجية الاجتماعية وبين علوم التكنولوجيا الحديثة, وأن هذا الربط
لا يتم إلا عن طريق الثورة الاشتراكية الجماعية.
ويأخذ لينين بمبدأ
التخطيط الواعي ويدمجه في مفهوم التنمية بحيث تصبح تنمية ترادف كلمة تخطيط،
والتخطيط عنده يعمل على تعبئة الموارد الطبيعية والمادية والبشرية في المجتمع
بطريقة عملية وعلمية من أجل تحقيق الأهداف التي يرسمها المجتمع لتحقيق التنمية.
وهذه هي الطريقة التي
طبقها لينين في الاتحاد السوفيتي عام 1921 حيث يرى لينين أن التقدم الصحيح هو في
اندماج العلم بالإنتاج أكثر فأكثر ليصبح العلم عنصرا هاما وفعالا في العملية الإنتاجية.
ولكن لابد أن نعرف أن إقامة صناعة قوية في البلاد لتحقيق التنمية يتطلب تقدما
مستمرا في صناعة العدد والآلات لإقامة صرح الصناعات الثقيلة.وهذا المفهوم يعتمد
على تأميم الملكيات الزراعية وضمها في ملكيات كبيرة تشرف عليها الدولة، ويتضمن هذا
المفهوم كذلك قيام ثورة شاملة في مجال الثقافة وتكوين الرجال فالتنمية عنده تستلزم
توافر العمال والمهندسين المهرة وذلك من أجل تطوير الاقتصاد القومي.
ثالثا: مفهوم التنمية
الاقتصادية لدى بعض اقتصادي العالم الثالث:
التنمية الاقتصادية
عملية تطورية تاريخية يتطور خلالها الاقتصاد القومي من اقتصاد بدائي لا يزيد فيه
الدخل القومي إلى اقتصاد متحرك تبدأ فيه هذه الزيادة كما يتبعها تغييرات شتى في
جميع المجالات سواء كانت اجتماعية أو تنظيمية حيث تؤدي الزيادة في الدخل القومي إلى
مزيد من التراكمات الرأسمالية التي تؤدي إلى مزيد من الاستثمارات والتقدم
التكنولوجي وكذلك تحسن وسائل التعليم والصحة.
وعند المضي قدما في
طريق التنمية لابد من وضع أذواق المستهلكين ورغباتهم وحاجاتهم أمامنا كما أنه يطرأ
تغيير ملحوظ في الجوانب السياسية والاجتماعية في المجتمع إذا كان هناك تنمية
اقتصادية.
رابعا: مفهوم التنمية
الاقتصادية الذي نرى الأخذ به:
يتعين الأخذ في الاعتبار الجوانب الايجابية
في مفاهيم الاتجاهات السابقة والتي تتمثل في الآتي:
ـ يجب أن يستند مفهوم التنمية الاقتصادية إلى
إحداث تغييرات جوهرية في الهيكل الاقتصادي والخروج من حالة التبعية الاقتصادية
والسياسية.
ـ التعرف على الواقع الاقتصادي والاجتماعي
وذلك من أجل تطوير الاقتصاد وإعادة هيكلته
ـ لابد من وضع إستراتيجية عامة للتطوير
الاقتصادي والاجتماعي تقوم على إعادة تنظيم المجتمع اقتصاديا وسياسيا.
لابد من تصحيح بعض المفاهيم المغلوطة قبل
الدخول في أي عملية هيكلة وإعادة بناء مثل:
1- النمو
هو تلك العملية التي ينشأ عنها زيادة في
الكميات الاقتصادية الكلية وذلك عبر فترات زمنية محددة ويطلق عليها النمو العفوي
دون تدخل.
2- التنمية
النمو الإرادي المصحوب بزيادة في الكميات
الاقتصادية عن طريق برامج وخطط وسياسات.
3- التطور
إحداث تغييرات هيكلية في الاقتصاد القومي
سواء في إطار التكوين الرأسمالي أو التكوين الاجتماعي.
4- التطوير
يقصد به عملية التطوير الواعي أي التغيير
الهيكلي من خلال مخطط اقتصادي قومي وإستراتيجية عامة.
اريد الاستفادة من بعض البحوت ممكن السحب
ردحذفبحث عن التنمية الاقتصادية
ردحذف