التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المنفعة وسلوك المستهلك


                                                    المنفعة وسلوك المستهلك
تعتبر نظرية المنفعة الأساس الذي ينبني عليه تفسير سلوك المستهلك وتفاعله مع المتغيرات الاقتصادية التي يتفاعل معها في كل لحظة. الفرضية الأساسية لهذه النظرية هي أن الاستهلاك من السلع والخدمات يولد المنفعة ورضا المستهلك, وتتأثر خيارات المستهلك بعدة عوامل تتلخص في مفهومين هما: امكانيات الاستهلاك وتفضيلات المستهلك.
أولا: امكانيات الاستهلاك:-
تتحقق خيارات المستهلكين في اطار الدخل ومستوى الاسعار السائدة للسلع والخدمات التي يرغبون في شرائها فالدخل ومستوى الأسعار يمثلان القيد الذي يحكم خيارات المستهلك, وخط الميزانية لكل مستهلك يمثل الحدود القصوى لخياراته من السلع والخدمات المتاحة له في حدود دخله والأسعار السائدة.
ثانيا: تفضيلات المستهلك:-
يعتمد اختيار المستهلك بناء على تفضيلاته ويستعين الاقتصاديون بمفهوم المنفعة لوصف وبيان تفضيلات المستهلك, ويطلقون مصطلح المنفعة على الاشباع أو المتعة التي يحصل عليها الانسان من استهلاك سلعة معينة.
1- المنفعة الكلية:
المنفعة الكلية هي المتعة الكلية التي يستمدها الفرد من استهلاك كمية معينة من سلعة أو خدمة, وتعتمد المنفعة الكلية على الكمية المستهلكة من السلعة والعلاقة بينهما طردية أو موجبة حيث تزيد المنفعة الكلية وتنقص بزيادة ونقصان الكمية المستهلكة من السلعة. ولكن ليس للمنفعة وحدة قياس محددة وذلك لاختلاف المنفعة من شخص الى آخر تبعا لاختلاف أذواقهم.
1-  المنفعة الحدية:
تقيس المنفعة الحدية التغير في المنفعة الكلية نتيجة لزيادة الاستهلاك بوحدة واحدة أي منفعة الوحدة الاضافية من السلعة. والعلاقة عكسية بين الاستهلاك والمنفعة الحدية, فالمنفعة الحدية تتناقص بزيادة عدد السلع المستهلكة وتوصف هذه العلاقة بظاهرة تناقص المنفعة الحدية. فالمنفعة الحدية اذا موجبة ولكنها تتناقص مع زيادة الاستهلاك.
 
1-  تحقيق أقصى منفعة:
 الفرضية الأساسية لنظرية المنفعة هي أن المستهلك يختار استهلاكه من مختلف السلع بالطريقة التي تحقق له أقصى مستوى من المنفعة الكلية أو تعظم المنفعة الكلية. فحاجات البشر عموما تفوق قدرة المتاح لهم من الموارد لتلبيتها وهذا يدفع الناس الى الاختيار بين البدائل بحيث يحققون أقصى ما يمكن من هذه الحاجات أي يحقون أقصى منفعة كلية في حدود المتاح من الموارد.
2-  تحديد الخيار الأمثل :
يعرف الخيار الأمثل بتحديد المزيج الأمثل من السلعتين البديلتين المتنافستين على دخل المستهلك بحيث يحقق المستهلك أقصى منفعة كلية.فبلوغ المنفعة الكلية حدها الأقصى يمثل توازن المستهلك وهو الموقف الذي يكون المستهلك فيه قد توصل الى الخيار الأمثل أي الذي يعظم منفعته الكليه في حدود دخله المتاح للانفاق والأسعار السائدة للسلع.
 3-أثر التغير في أسعار السلع والخدمات:
المستهلك يقلل من استهلاكه السلعه التي زاد سعرها النسبي ويزيد استهلاكه من السلعة التي أصبحت أرخص نسبيا وان لم تتغير أسعارها المطلقة. حيث في حالة تغير في سعر أيا من السلع يعيد المستهلك النظر في تخصيص دخله بين السلع فاختياره السابق لم يعد يمثل المزيج الأمثل في ظل الأسعار النسبية الجديدة, وعليه أن يعمل على تغيير تركيبة المزيج الأمثل حيث تتعادل المنفعة الحدية للجنيه المنفق على السلع.
4-  أثر التغير في الدخل:
يجب علينا أن ندرك أولا أن بزيادة الدخل ينتقل خط الميزانية الى جهة اليمين, فزيادة الدخل مع ثبات الأسعار تدفع المستهلك الى زيادة استهلاكه من السلع الاعتيادية وتؤدي الى خفض استهلاكه من السلع متدنية الجودة وتعرف بالسلع الرديئة.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الفكر الاقتصادي في العصور الوسطى الأوروبية

العصور الوسطى الأوروبية: في القرون من التاسع حتى الخامس عشر الميلادية ساد في أوربا التكوين الاجتماعي الاقطاعي، وتتميز طريقة انتاجه التي بدأت في فرنسا ثم انتشرت في انجلترا وباقي مجتمعات أوروبا: ــ بأن العلاقات الاجتماعية للانتاج تدور أساسا حول الأرض التي تصبح البلورة المادية للملكية العقارية، اذ هي ترتكز على اقتصاد يغلب عليه الطابع الزراعي. ــ لمن يقومون بالعمل في الانمتاج الزراعي حق استعمال الأرض وشغلها. أما حق ملكيته فهو على درجات لهرم من السادة تحدده التقاليد والعادات. ــ هذا الأساس الاقتصادي يقابله شبكة من الروابط الشخصية، جزء من العاملين لا يتمتع بكامل حريته الشخصية حيث أنهم أقنان، أما السادة فيرتبط نظام ملكيتهم بنظام من الواجبات يتحمل بها كل منهم في مواجهة من هو أعلى منه. وتجد طريقة الانتاج هذه جذورها في المجتمع القديم حين بدأ كبار ملاك الأراضي يقاومون سلطة روما عن طريق الاقامة في ملكياتهم العقارية وتوسيع هذه الملكيات بالسيطرة على الملكيات الأصغر والمزارع المهجورة. في هذا النظام توجد جذور نظام الأقنان، غير أن هذا لا يعني أن القن وجد كنتيجة للتحرر الجزئي للعبد وانما ي...

مفهوم التخلف والدولة المتخلفة

لقد تعددت مسميات الدول الفقيرة فهناك من يطلق عليها الدول المتأخرة لأنها لم تصل الى مستوى مرتفع من التقدم الفني والاقتصادي , كما أطلق عليها الدول المتخلفة حيث تنخفض فيها مستويات المعيشة عن تلك المستويات السائدة في دول أوروبا , كما أطلق عيها الدول النامية حيث تقوم هذه الدول بمجهود انمائي , كما أطلق عليها أخيرا دول العالم الثالث حيث أن هذه الدول لا تمثل مجموعة متجانسة يمكن أن يشملها تعريف واحد. والحقيقة أنه لا يوجد أي فرق جوهري في هذه المسميات ولكننا سنتفق علي مصطلح الدول المتخلفة. أولا: مفهوم التخلف:- هناك ثلاث اتجاهات رئيسية لتعريف وتحديد التخلف نتناولهم كالآتي:- 1-                       الاتجاه الأول: يقوم هذا الاتجاه بحصر سمات ومظاهر التخلف المتمثلة في انخفاض متوسط الأجور ومستويات المعيشة والاستثمار وانتشار البطالة. ويركز هذا الاتجاه على انخفاض الدخل القومي مما يؤدي الى انخفاض متوسط دخل الفرد وذلك يؤدي الى انخفاض معدل الاشتثمار مما يؤدي الى انخفاض الدخل وبالتالي ترسيخ جذور ا...

نظرية الانتاج

نظرية الانتاج ـ الانتاج يتمثل في الجهد الانساني الذي يبذل لجعل الموارد الاقتصادية صالحة لاشباع الحاجات الانسانية، وهو جهد يتضمن علاقة مزدوجة. علاقة بين الانسان والطبيعة، وعلاقة بين الانسان والانسان. ـ تتطلب عملية الانتاج توافر العناصر الآتية: القوة العاملة وأدوات العمل وموضوع العمل. ـ تضم نظرية الانتاج موضوعات عديدة أهمها: عناصر الانتاج وكيفية التأليف بين هذه العناصر وأشكال المشروعات القائمة الانتاج، واتجاهات هذه المشروعات. ـ عناصر الانتاج وتسمى أيضا عناصر المشروع هي الموارد التي يستخدمها المجتمع في انتاج ما يحتاجه من سلع وخدمات، عناصر الانتاج أربعة: الطبيعة والعمل ورأس المال والتنظيم. ـ الموارد الطبيعية كعنصر من عناصر الانتاج هي كافة هبات الطبيعة التي لم يوجدها عمل انساني سابق ولا حاضر والتي تمكن الانسان من انتاج السلع والخدمات التي يحتاجها لاشباع حاجاته. ـ الطبيعة عنصر سلبي في الانتاج. ـ هناك عدة عوامل اساسية تحكم مدى كفاية الموارد الطبيعية لحاجة الانسان اليها للقيام بنشاطه الانتاجي وهي على سبيل الحصر: 1-          ...